مقابر «مير التاريخية» تضم حكام وأمراء إقليم القوصية

شهدت كلية الآثار فى جامعة القاهرة مناقشة رسالة دكتوراة للباحث محمد حسين إخصائى الترميم بالمتحف المصرى الكبير، وجاءت الرسالة بعنوان «دراسة الحالة الراهنة لصور ونقوش مقابر مير الصخرية ومنهجية علاجها وصيانتها مع التطبيق العملى».

تكونت لجنة الإشراف والمناقشة والحكم من أ.د.عاطف عبد اللطيف برانية أستاذ ترميم وصيانة الآثار ورئيس قسم ترميم الآثار السابق بالكلية «مشرفا»، وأ.د.على عبد المطلب على أستاذ الجيولوجيا بقسم الجيولوجيا فى كلية العلوم بجامعة القاهرة «مشرفًا مشاركًا ورئيسًا».

وأ.د.حسين حسن مرعى أستاذ ترميم وصيانة الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة «مشرفًا مشاركًا»، وأ.د.محسن محمد صالح أستاذ ترميم وصيانة الآثار وعميد كلية الآثار جامعة القاهرة، وأ.د.باسل أحمد الصباغ أستاذ الكيمياء وتكنولوجيا صناعة مواد البناء المتفرغ بالمركز القومى لبحوث الإسكان والبناء.

وقررت اللجنة منح الباحث درجة الدكتوراة فى ترميم الآثار بمرتبة الشرف الأولى، وذلك نظرًا لتميز الرسالة والجهد العلمى الكبير المبذول فيها، وطلبت منه تعديل بعض الملاحظات التى أبدتها خلال المناقشة العلنية، والتى لا تنتقص أبدًا من قيمة الرسالة ولا مجهود الباحث فيها، والذى كشف الباحث كثيرًا من التفاصيل الأثرية والتاريخية عن المقابر موضوع الرسالة.

وتقع مقابر مير غرب من مدينة القوصية بمسافة نحو 12 كم تقريبًا، ونحتت لتكون جبانة لحكام وأمراء إقليم القوصية فى العصر الفرعونى فى جسم الجبل الغربى، وترجع إلى عصرى الدولة القديمة والوسطى أى بداية من الأسرة السادسة 2420 ق.م وحتى نهاية الأسرة الثانية عشرة (1778ق.م) تقريبًا.

وتتميز هذه المقابر بروعتها ودقة نقوشها وجمالها وزهاء الوانها وتحتوى على العديد من مناظر الحياة اليومية والمناظر الجنائزية لصاحب المقبرة وافراد اسرته، ويوجد بالمنطقة 9 مقابر، حيث ازدهرت على جدرانها إبداعات الفنان فى هذه الفترة بتصوير الحياة اليومية بالنسبة للأسرة السادسة والأسرة الثانية عشرة وقد صور أشكال الحياة بكل أنماطها.

وجاءت مناظر التصوير والنقوش الجدارية لهذه الفترة لتعبر وبصدق عن الحياة بكل صورها، حتى إنها تعد سجلًا للحياة اليومية والسياسية والاجتماعية، كما تعكس لنا الحياة الاقتصادية والفنية، ومن هنا جاءت رسالة الباحث لعلاج الصور الجدارية، ودراسة فن التصوير الجدارى فى فترة الدولة القديمة والدولة الوسطى فى مقابر مير الصخرية، وأسلوب التصوير والمواد المستخدمة فى التصوير والنقش وأرضيات التحضير والألوان المستخدمة ووسائطها العضوية، كذلك دراسة مظاهر وعوامل التلف التى ألمت بها للوصول إلى أنسب الحلول المقترحة للعلاج والصيانة.